قوله:" تجدون الناس كإبل مائة، لا يجد الرجل فيها راحلة "، قال الإمام: قال القتبى: الراحلة: [هى التى](١) يختارها الرجل لمركبه، ورحله على النجابة، وتمام الخلق وحسن المنظر، فإذا كانت فى جماعة الإبل عرفت. يقول: فالناس متساوون ليس لأحد منهم فضل فى النسب؛ ولكنهم أشباه كإبل مائة ليس فيها راحلة. قال الأزهرى: الراحلة عند العرب تكون للجمل النجيب، والناقة النجيبة، والهاء فيها للمبالغة، كما يقال: رجل داهية ونسَّابة، قال: وليس المعنى الذى ذهب إليه ابن قتيبة من التساوى فى النسب [شىء](٢)، والمعنى عندى: أنه أراد - عليه الصلاة والسلام - أن الزهد فى النادر القليل من الناس، والكامل منهم فى الزهد فى الدنيا والرغبة فى الآخرة قليل. قال: والراحلة سميت بذلك لأنها ترحل، فهى فاعلة بمعنى مفعولة، كعيشة راضية، أى مرضية، وماء دافق، [أى](٣) مدفوق.
(١) سقط من ز، والمثبت من ح. (٢) فى هامش ح. (٣) ساقطة من ز، والمثبت من ح.