وقوله:" يصلى (١) العصر والشمس مرتفعة حيَّةٌ ": قَال الخطابِى: حياتها: صفاء لونها قبل أن يَصْفَرَّ أَوْ يَتغير، هذا مثل قوله:" بيضاء نقية "، وقال هو - أيضاً - وغيره: حياتها: وجود حرها. وقوله:" فيذهب الذاهب إلى العوالى فيأتيها (٢) والشمس مرتفعة " فسّر مالك العوالى بثلاثة أميال من المدينة، قال غيره: وهى مفترقة، فأدناها ميلان، وأبعدها ثمانية أميال، والذى فسّر به مالك هو معنى ما ورد فى هذا الحديث، والمراد به صلاة العصر أوَّل وقتها؛ لأنه لا يتفق [هذا](٣) - لمن يصليها ثم يذهب ميلين أو ثلاثة والشمس مرتفعة لم تتغير - إِلا لمن فعل ذلك أول الوقت ولا يمكن هذا - أيضاً - إِلا فى طول الأيام. وقوله في حديث مالك:" ثم يذهب الذاهب إلى قباء "[كذا](٤) قال: رواه الموطأ (٥) عنه، قال الدارقطنى: هذا مما اعتُدَّ على مالك، ولم يُتابع عليه؛ لأنه أوقفه وقال:" إلى قباء "، وخالفه فيه عدد كثير فقالوا:" العوالى ". قال غيره: مالك أعلم ببلدته وأمكنتها من غيره، وهو أثبت فى ابن شهاب ممن سواه، وقد رواه بعضهم عن مالك إلى العوالى كما قالت الجماعة، ورواه ابن أبى ذئب عن الزهرى فقال:" إلى قباء " كما قال مالك.
(١) فى ت: فصلى، والصواب ما أثبتناه من الأصل ومن الرواية. (٢) الذى فى المطبوعة: فيأتى العوالى. (٣) ساقطة من ت. (٤) من ت. (٥) ك وقوت الصلاة، ب وقوت الصلاة ١/ ٩.