وقوله:" فى بُردةٍ غَلَّها أو عباءةٍ "، قال الإمام: قال أبو عُبيد: الغلول الخيانة فى المغنم خاصةً، يُقال مِنْه: غلَّ يغُل (١) بفتح الياء وضم الغين، وقرئ:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يُغَلَّ} و {يَغُلَّ}(٢) فَمن قرأ يُغَل [بضم الياء وفتح الغين](٣) فإنه يحتمل معنيين: أن يكون يُغَل يُخان، يعنى: يؤخذُ من غنيمته، ويكون يَغُل (٤) ينسب إلى الغلول، وقال: لم نسمع أحدًا قرأ بكسر الغين لأن يَغِل بكسر الغين وفتح الياء من الغِلّ وهو الشحناء، ومنه قوله فى الحديث [الآخر](٥): " ثلاث لا يَغِلُّ عليهن قلبُ مؤمن "(٦).
(١) عبارة أبى عبيد: غَلَّ يَغلُ غُلولاً. غريب الحديث ١/ ٢٠٠. (٢) آل عمران: ١٦١. (٣) فى ت: بفتح الياء وضم الغين، وما ذكرناه من الأصل، وهو الموافق لما ذكره أبو عبيد. (٤) هكذا فى الأصل مشكولة - بفتح الياء وضم الغين - وفى ت غير مشكولة. (٥) من ت. (٦) جزء حديث أخرجه الترمذى فى ك العلم، ب ما جاء فى الحثّ على تبليغ السماع عن عبد الله بن مسعود ٥/ ٣٤، كما أخرجه الطبرانى فى الأوسط والكبير عن معاذ والنعمان بن بشير بأسانيد غير مستقيمة، مجمع ١/ ١٣٨، وأخرجه أحمد بلفظ " مسلم " بدلاً من مؤمن، عن أنى بن مالك ٣/ ٢٢٥. وفى إسناده إسحاق عن الزهرى، وهو مدلس، وله طريق عن صالح بن كيسان عن الزهرى، ورجالها موثقون، وقد أخرجه ابن ماجه من طريقين، الأول المقدمة، ب من بلغ علمًا ١/ ٨٤، وفى طريقه ليث ابن أبى سليم، والثانى ك المناسك، ب الخطبة يوم النحر ٢/ ١٠١٥، وقد أخرجه أحمد فى المسند من هذا الطريق بإسناد أعلى ٤/ ٨٠ وتلك أسانيد يقوى بعضها بعضًا. وتلك الثلاث كما جاءت فى الحديث: " إخلاص العملِ لله، والنصيحةُ لِولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيطُ من ورائهم ". =