وقوله للذين رأيا معه صفية:" إنها صفية " وقوله: " إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم، وإنى خشيت أن يلقى فى قلوبكما شيئًا " زاد فى غير مسلم " فتهلكا "(١): هو إشفاق منه على أمته، فقد كان بالمؤمنين رؤوفًا رحيمًا، وخشيته من ظنهم به شيئًا فيهلكوا، كما قال - عليه السلام - إذا ظن السوء بالأنبياء كفر، والكبائر غير جائزة عليهم بإجماع عند الجميع، ومن مقتضى دليل المعجزة عند الأستاذ أبى إسحاق الإسفرايينى. وقد كشفنا هذا الباب غاية الكشف فى كتاب الشفا (٢).
وفى هذا الحديث من الفقه: من قال فى النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً من هذا أو جوزه عليه فهو كافر مباح الدم.
(١) هذه زيادة لم نعثر عليها، وقد ذكرها القرطبى فى المفهم ٣/ ١٨٣. (٢) تكلم القاضى عن عصمة الأنبياء من الكبائر فى هذا الكتاب ٢/ ١٤٣ - ١٤٥.