وقوله: إن سبب اتخاذ الخاتم كتابه إلى العجم وأنهم لا يقرؤون كتاباً إلا مختوماً: فيه مخالقة الناس بأخلاقهم واستئلاف العدو بما لا يضر.
وقوله:" كان فصه حبشياً "(١): يعنى حجراً حبشياً، وقد روى أنه كان فصه منه، وخرجه البخارى (٢) قال أبو عمر: وهو أصح، وقال غيره: ليس بتخالف، كان للنبى خواتم، فص أحدهما حبشى والآخر منه (٣)، وقد روى أنه تختم بفص عقيق.
وقوله:" فكان فى يده، ثم فى يد أبى بكر، ثم فى يد عمر، ثم فى يد عثمان حتى سقط منه فى بئر أريس "(٤): فيه أن خواتيم الخلفاء وأولى الأمر يجب الاهتبال بها وحفظها. وفيه التبرك بكل ما كان للنبى، مما لبسه، أو لمسه، أو كان بسببه. وفيه أنه - عليه السلام - لم يورث، وإنما كان ما ترك صدقة، فهذا الخاتم مما اختص به الخلفاء بعده ولم يرثه ورثته.
(١) حديث رقم (٦١) من هذا الكتاب. (٢) البخارى، ك اللباس، ب فص الخاتم ٧/ ٢٠٢. (٣) التمهيد ١٧/ ١٠٨، الحاوى للفتاوى ١/ ١١٦. (٤) حديث رقم (٥٤) بالباب السابق.