وقوله:" أصمتَ مِن سرَّة (١) هذا الشهر "، [وفى الرواية الأخرى:" من سرر هذا الشهر] "(٢) يعنى شعبان، فقال: لا، قال الإمام: وظاهر الحديث مخالفٌ لقوله: " لا تقدموا الشهر بيوم، ولا يومين "(٣) فيصح أن يحمل هذا على أن الرجل كان ممن اعتاد [الصوم فى سرر الشهر](٤) أو نذر ذلك، وخشى أن يكون إذا صام آخر شعبان دخل فى النهى، فيكون فيما قال - عليه السلام - دليلٌ على أنه لا يدخل فى هذا (٥) الذى نهى عنه من تقدم الشهر بالصوم، وأن المراد بالنهى، من هو على غير حالته.
قال الإمام: قال أهل اللغة: السّرار ليلة يَسْتَسر الهلال، يقال: سَرَار الشهر، وسِرَاره وسُرره.
قال القاضى: وأنكر بعضهم ما قال أبو عبيد؛ أن سَرر الشهر آخره حين يستسر الهلال، وقال: لم يأت فى صيام آخر الشهر من شعبان حض، والسِرارُ من كل شىء وسطه، وقال أبو داود عن الأوزاعى: سرَّه: أوله (٦)، ولم يعرف الأزهرى [سَره](٧): أوله، قال الهروى: والذى يعرف الناس: أن سَرَّة آخره، وكذا رواه الخطابى عن
(١) فى ع: سدر. (٢) سقط من ع. (٣) سبق فى هذا الكتاب، ب " لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين " عن أبى هريرة بلفظ: " لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين .. " الحديث. وأما لفظ الإمام فقد رواه أبو داود، ك الصيام، ب من قال: " فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين " عن ابن عباس، بلفظ: " لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين " ١/ ٥٤٣. (٤) فى ع: صيام السدر. (٥) فى ع: ذلك. (٦) أبو داود، ك الصيام، ب فى التقدم ١/ ٥٤٤. (٧) ساقطة من س.