وقوله فى فضل يوم عرفة:" وإنه ليدنو، ثم يباهى بهم الملائكة "، قال الإمام: معناه يدنو دنو كرامة وتقريب، لا دنو مسافة ومماسة.
قال القاضى: يتأول فيه ما يتأول فى النزول على أحد الوجوه المتقدمة، كما قال فى الحديث الآخر:" من غيظ الشيطان يوم عرفة لما يرى فيه تنزل الرحمة "(١)، وقد روى عبد الرزاق فى هذا الحديث:" إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهى بهم الملائكة "(٢)، وقد يريد به دنو الملائكة إلى الأرض، أو إلى السماء الدنيا، بما نزل عليهم من رحمة الله، مباهاة الملائكة بهم عن أمره، كما جاء فى الحديث من قوله:" ثم يباهى بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء هنا؟ " تم الكلام فى كتاب مسلم مبتوراً، وذكر هذا الفضل كاملاً عبد الرزاق من رواية ابن عمر، وفيه ذكر وقوف عرفة، وأن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهى بهم الملائكة، يقول:" هؤلاء عبادى جاؤونى شعثاً غبراً، يرجون رحمتى، ويخافون عذابى ولم يرونى، فكيف لو رأونى؟ "(٣). وذكرتا فى الحديث.
وقوله:" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما "، قال الإمام: معنى اعتمر البيت: زاره، والاعتمار: الزيارة، قال الشاعر:
(١) الموطأ، ك الحج، ب جامع الحج ١/ ٤٢٢ (٢٤٥). (٢) المصنف، ك الحج، ب فضل الحج ٥/ ١٧ (٨٨٣٢). (٣) المصدر السابق، ك الحج، ب فضل الحج ٥/ ١٦ (٨٨٣٠).