وقوله:" فَأَزْحَفَتْ عَلَيْهِ ": بفتح الهمزة، يعنى البدنة " فَعيَى بشأنها إن هى أبدعت " بضم الهمزة وكسر الدال، قَال الإمام: أبدِع بمعنى كل وحَسَرَ، وأبدع الرجل: كلت ركابه أو عطبت، قاله صاحب الأفعال.
قال القاضى: كذا رويناه: " أزحفت " رباعى بفتح الهمزة، قال الخطابى: كذا يقوله المحدثون، وصوابه الأجود:" فأزحفت " بضم الألف، يقال: زحف البعير: إذا قام من الإعياء، وأزحفه السفر (١)، وقال أبو عبيد الهروى: أزحف البعير، وأزحفه السير. وقال الهروى فى تفسير قوله:" أبدع بى ": أى طَلَعَت ركابى، يقال للرجل - إذا كلت ركابه أو عطبت وبقى منقطعًا به -: أُبدع به. وقال أبو عبيد: قال بعض الأعراب: لا يكون الإبداع إلا بظلع (٢).
قال القاضى: ما فى هذا الحديث يدل أن المراد به هنا العطب والوقوف بالكلية، ألا تراه قال:" أزحفت عليه فَعَيىَ بشأنها إن هى أُبْدِعَت ": أى لما كلت خشى أن تعطب أو تقف به، فكلامه يدل أن الإبداع أشد من الإزحاف على من كسر همزة " إن " فى قوله: " إن هى أُبدعت "، وضبطه بعض شيوخنا بالفتح: أى من أجل عطبها، فعلى هذا يأتى ما تقدم للهروى وغيره.
قال الإمام: وقوله: " لأَسْتَحْفِيَنَّ عن ذلك ": معناه: لأكبرن السؤال، يقال: أحفى فى السؤال وفى العناية: أى استبلغ [فيهما](٣).
قال القاضى: وقوله: كيف أصنع بما أبدع على منها؟ قال: " انْحرْهَا، ثم اصْبُغْ
(١) انظر: معالم السنن للخطابى، ولكن بلفظ: " وأرحفه السير " ٢/ ٣٩٥، وغريب الحديث له - أيضاً - وبهذه اللفظة ٢/ ٤٠. (٢) غريب الحديث للهروى ١/ ٩، ١٠. (٣) من ع.