قوله:" لن ينجى أحداً منكم عمله "، وفى الرواية الأخرى:" لن يدخله عمله الجنة ولا يجيره من النار " إلى قوله: " ولا إياى، إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه، ولكن سددوا وقاربوا "، قال الإمام: مذهبنا أنّ إثابة الله - تعالى - لمنْ أطاعه ولم يعصه بفضل، ولا يثبت [منه](١) شىء إلا بالسمع، وكذلك انتقامه ممن عصاه ولم يطعه عدل، ولا يثبت منه شىء إلا بالسمع، والبارى - سبحانه - عندنا لن يعذّب النبيين وينعم (٢) الكافرين، ولكنه أخبرنا [أنه يفعل خلاف ذلك](٣). والمعتزلة تثبت بعقولها أعراض الأعمال، ولها فى ذلك خبط طويل وتفصيل كثير. وظاهر هذا الحديث يشير إلى مذهب أهل الحق أنه لا
(١) ساقطة من ح. (٢) فى ز: يعذب، والمثبت من ح، وهو الصواب. (٣) فى ح: أنه خلاف ذلك يفعل.