قال القاضى: وقوله: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ": قل: لما فى قصة أصحاب الكهف من العجب والآيات، فمن علمهما لا يستغرب أمر الدَّجال، ولا فتن به، أو يكون هذا من خصائص الله لمن حفظ ذلك، فقد روى:" من حفظ سورة الكهف ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه "(١) وعلى هذا تنزل الرواية الأخرى " من آخر سورة الكهف "، وقيل: لما فى قوله: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء}(٢) وما بعدها. فيه من التنبيه على أمر الدجال والتنبيه على المفتونين والأخسرين أعمالاً، وفى آخر الآيات من ذكر التوحيد وأن لا يشرك بالله أحداً.
وقوله - عليه السلام - لأبىّ:" أتدرى أى آية من كتاب الله أعظم "(٣)، وذكر آية الكرسىّ، فيه حجة للقول بتفضيل بعض القرآن على بعض وتفضيل القرآن على سائر كتب
(١) أبو داود فى السنن، ك الملاحم، ب خروج الدجال (٤٣٢١، ٤٣٢٣)، النسائى فى الكبرى، ك فضائل القرآن، ب الكهف (٨٠٢٥/ ٢)، أحمد فى المسند ٦/ ٤٤٩، ٤٥٠، جميعًا بلفظ: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ". (٢) الكهف: ١٠٢. (٣) فى المطبوعة: " من كتاب الله معك ".