وقوله: إن أسماء بنت أبى بكرٍ قالت: يا نبى الله، ليس لى شىء إلا ما أدخَل على الزبيرُ، فهل على جناح أن أرضخ مما يدخلُ علىَّ؟ فقال:" ارضخى ما استطعت، [ولا توعى فيوعى الله عليك "] (١)، وفى حديث آخر:" أنفقى أو انضحى أو انفحى [ولا تحصى "] (٢)، قال الإمام: إن كانت إنما سألته عن الإعطاء مما يعطيها الزبير نفقة لها [فيه](٣) فبين جوازه، وإن كانت إنما أرادت [بقولها:" مما يدخل علىَّ الزُّبيرِ " أى] (٤) مما كان ملكًا له، فيحمل ذلك على أنه لا يكره ذلك منها، وأنها عادة عوَّدوها (٥) أزواجهم. قال ابْنُ القوطية: نَفَحَ الطيِّبُ نفحًا: تحرك، والريح هبَّت باردة ضد نفخت، والدابة بحافره (٦) ضَرَب، والرجل بالسيف ضرب به شزَرًا، وبالعطاء إعطاءٌ وفى حديث آخر:" ما أعطتِ من كسبه بغير أمره فإنّ نصف أجره له "، وهو نحو مما ذكرناه.
وقوله " من غير أمره ": يحتمل أن يريد نطقًا، وإن عادتهم التوسعة لنسائهم فى ذلك، وأما قسمة الأجر بينهما فمن جهة أن له أجر الملك ولها أجر السعى.
(١): (٣) من س. (٤) من ع. (٥) فى س: عودها، والمثبت من الأصل، ع. (٦) فى س: بحافرها.