وقوله:" من منح منيحة " ويروى: " منحة غَدتْ بصدقةٍ، وراحت بصدقة، صبوحها وغبوقها ": المنحة بكسر الميم، والمنيحة بفتحها وزيادة ياء: العطية والصلة. ثم يستعمل عرفًا عند العرب فى ذوات الألبان، تعطى مرة لينتفع بفائدتها ثم تصرف. والصَبوح - بالفتح: شرب أول النهار. والغبوق: شرب أول الليل. ويخفضا على البدل من صدقةٍ، ويصح نصبهما على الظرف للزمان والوقت.
وقوله: عن أبى هريرة يبلغ به: " ألا رجل يمنح أهل بيت ناقة ": معناه: يبلغ بحديثه النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويرفعه إليه، ويسنده عنه.
وقوله:" تروح بعشاء (١) وتغدوا بعشاء ": كذا للسمرقندى ممدود بشين معجمة، وكذا رواه أكثرهم، والذى سمعناه من متقنى شيوخنا فى الكتاب:" بعس " وهو القدح الضخم، وهو الصواب المعروف، وقد جاء من رواية الحميدى (٢) فى غير الأم: " بعس "(٣) بسين مهملة، وفسره الحميدى بالعُس الكبير وهو من أهل اللسان، ولم يعرفه
(١) حديث قتاده بن النعمان، ولفظه: " لما أتيت عمى بالسلاح وكان شيخًا قد عسا أو عشا ". ابن الأثير ٣/ ٢٣٨. (٢) الحميدى ٢/ ٤٥٧ (١٠٦١). (٣) يعنى رواية: " أفضل الصدقة المنيحة تغدو بعساء وتروح بعساء " ذكره ابن الأثير. فى النهاية فى غريب الحديث، قال: قال الخطابى: قال الحميدى: العساء العس، ولم أسمعه إلا فى هذا الحديث. والحميدى من أهل اللسان. رواه أبو خيثمة، ثم قال: لو قال بعساس كان أجود فعلى هذا يكون جمع العسِّ أبدل الهمزة مع السين. قال الزمخشرى: العِساء والعساس جمع عسٍ. فانظر كيف نسب القاضى الكلام لنفسه، ولم ينسبه إلى الخطابى. انظر: ابن الأثير ٣/ ٢٣٨، واللسان، مادة " عسا ".