قال فى أوله: جلس إحدى عشرة امرأة، وعند الطبرى: جلسْن، وهى لغة بعض العرب بإظهار علامة نون الجماعة مع تقدم الفعل، فيقولون: ضربونِى القوم، وأكلونى البراغيث. وعلحِه تأول بعضهم قوله تعالى:{وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِين ظَلَمُوا}(١)، فى الحديث الآخر:" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل [وملائكة](٢) بالنهار "(٣).
والأحسن فى الكلام والأفصح والأشهر حذفه وإفراد الفعل. وبهذا تكرر فى الكتاب العزيز وصحيح الحديث ومشهور أشعار العرب، وقد جاء فى بعضها تقديمه، وهو قليل. وقد يكون أيضاً " إحدى عشرة " بدلاً من الضمير فى " اجتمعن " وهو تأويل سيبويه فى قوله: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} كأنه قيل: من هم؟ قال (٤): {الَّذِينَ ظَلَمُوا} وتكون النون هنا ضميراً لا علامة تأنيث جماعة، وما بعدها بدلاً منها، ولها وجوه أخر كلها تخرج على ما ذكره المفسرون فى الآية.
قال الإمام: قول الأولى من النسوة اللائى اجتمعن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً: " زوجى لحم جمل غث ": يعنى المهذول على رأس جبل وغث تصف قلة خيره، وبعده مع القلة كالمشى فى قبلة الجبل الصعب لا ينال إلا بالمشقة. قال
(١) الأنبياء: ٣. (٢) ساقطة من الأصل وح، والمثبت من الحديث المطبوع. (٣) أخرجه البخارى، ك المواقيت، ب فضل صلاة العصر ١/ ١٤٥. (٤) فى ح: فقال.