وقول عائشة - رضى الله عنها -: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل علىّ مسروراً تبرق أسارير وجهه [قال](١): " ألم ترىْ أن مُجزِّزاً نظر آنفًا إلى زيد بن حارثة وأسامة، فقال:[إن](*) بعض هذه الأقدام لمن بعض "، وفى الرواية الأخرى:" فسُرّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، وأعجبه "، قال الإمام:" أسارير وجهه ": يعنى الخطوط التى فى جبهته مثل التكسّر، واحدها سرة وسرُر، والجمع أسرار، وأسارير جمع الجمع، وفى صفته - عليه السلام -: " ورونق الجلال يطّرد فى أسرّة جبينه ".
قال القاضى: ومعنى ذلك قوله فى الرواية الأخرى: " مسروراً ": لأن المسرور ينطلق وجهه، ويجرى البشر فيها، بخلاف المقطب والحزين. و " مُجزّز ": بفتح الجيم وكسر الزاى الأولى هو المعروف، وكذا ضبطه الحفاظ، وقيدناه عن شيوخنا، واختلف فيه الرواية عن الدارقطنى وعبد الغنى فيما حكيناه عن ابن جريج [فالذى قيدناه عن القاضى الشهيد فى كتاب الدارقطنى وعبد الغنى أن ابن جريج](٢) كان يقول فيه: " مُجزّز " بفتح الزاى، والذى قيده عنه الجيانى وَأَبُو عمر بن عبد البرّ:" محزرٍ " بحاء مهملة ساكنة وراء مكسورة.
(١) ساقطة من الأصل، واستدركت فى الهامش. (٢) سقط من الأصل، واستدرك فى الهامش بسهم. (*) قال معد الكتاب للشاملة: زدناه لاستقامة العبارة لغة، وما أضفناه من نص الحديث.