وقوله - عليه السلام -: " الإيمان بضع وسبعون شعبة ": البضع والبضعة [واحد](١) بكسر الباء، ويقال بفتحها أيضاً فيهما، [فأما من اللحم](٢) فالبضعة بالفتح لا غير، وهو القطعة من الشىء والفرقة منه، واستعملت العرب البضع فيما بين الثلاث الى العشر وقيل: من ثلاث إلى التسع. وقال الخليل: البضع سبع، وقيل: هو ما بين اثنين إلى عشرة وما بين اثنتى عشرة إلى عشرين، ولا يقال: فى أحد عشر ولا اثنى عشر، وقال أبو عبيدة: هو ما بين نصف العقد، يريد من واحد إلى أربعة، والشعبة أيضاً القطعة من الشىء والفرقة منه، ومنه شعب الإيمان وشُعب (٣) القبائل، وشعبها الأربع، وواحد شعوب [القبائل](٤) شعب الفتح، وقيل: بالكسر، وهم القبائل العظام، وشعب (٥) الإناء أيضاً صَدعه بالفتح، ومنه قوله فى الحديث:" واتخذ مكان الشعب سلسلة "(٦)، قال الخليل: الشَعبُ الاجتماع والشعب الافتراق، وقال الهروى: هو من الأضداد (٧)، وقال ابن دريد: ليس كذلك لكنها لغة لقوم، فمراده والله أعلم: أنه سبع وسبعون
(١) ساقطة من الأصل. (٢) فى الأصل: وأما اللحم. (٣) فى الأصل: وشعوب. (٤) من ق. (٥) فى ت: وشعبة. (٦) جزء حديث، أخرجه البخارى، ك الخمس، ب ما جاء فى بيوت أزواج النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ٤/ ٩٩ عن أنس ولفظه: " أن قدَح النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انكسر، فاتخذ مكان الشعب سِلسلة من فضةٍ ". (٧) وكذلك ابن السكيت، قال: إنه يكون بمعنيين، يكون إصلاحاً، ويكون تفريقاً.