وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" الدين النصيحة "، قال الإمام: النصيحة يحتمل أن تكون مشتقة من نصحت العسل إذا صفيته، ويحتمل أن تكون من النصْح وهى الخياطة والإبرة المنصَحَة، والنَّصَاح الخيط الذى يخاط به، والنَّاصح الخيَّاط.
فمعناه (١): أنه يلم شعث أخيه بالنصح كما تُلم المِنْصَحةُ خَرْق الثوب. قال [نفطويه: يقالُ: نصح الشىء إذا خَلَص، ونصَحَ له القولَ أى أخلصَه له.
وهذا الذى قاله] (٢) نفطويه يرجع إلى الاشتقاق الأول؛ لأنه يصفو لأخيه كما يصفو العسل.
قال القاضى: قال الخطابى: النصيحة كلمة جامعة يُعَبَّر بها عن جملة إرادة الخير للمنصوح له، وليس يمكن أن يعبر عنها بكلمة واحدة تحصُرُها. ومعناها فى اللغة: الإخلاص، من قولهم: نصحت العسل إذا صفيته. وقال أبو بكر الصوفى: النصح: فعل الشىء الذى به الصلاح والملاءمة (٣) مأخوذ من النصاح وهو الخيط.
(١) فى نسخ الإكمال بغير فاء، والمثبت من المعلم. (٢) سقط من ت، واستدرك بهامشه. (٣) فى ت: والملازمة.