قال الإمام: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل يحس فيها من جدعاء " ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ](٢)} وفى بعض طرقه: فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت لو مات قبل ذلك؟ قال:" الله أعلم بما كانوا عاملين "، وفى بعض طرقه:" ما من مولود [إلا وهو](٣) يولد على الملة [حتى يعبر عنه لسانه](٤) "، وفى بعض طرقه:" من يولد يولد على هذه الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتجون الإبل، فهل تجدون فيها جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها ". قالوا: يا رسول الله، أفرأيت من يموت صغيراً؟ قال:" الله أعلم بما كانوا عاملين "، وفى بعض الطرق: [سئل عن أولاد المشركين، فقال:" الله أعلم بما كانوا عاملين "، وفى بعض الطرق] (٥): " إن الغلام الذى قتله الخضر - عليه السلام - كان طبع كافراً، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً "، وعن عائشة - رضى الله عنها -: توفى صبى فقلت (٦) طوبى له عصفور من عصافير الجنة، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أولا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً "، وفى بعض طرقه:" لم (٧) يعمل السوء ولم يدركه "،
(١) الروم: ٣٠. (٢) و (٣) من ح. (٤) سقط من ح. (٥) من ح. (٦) فى ح: فقالت. (٧) فى ح: ثم.