وقول عائشة:" كنت أطيَّبه لِحلِّهِ ولحرمه ": الحرم: الإحرام بالحج.
قال القاضى: ضبطناه بالوجهين هنا، والضَّمُ أكثر، وبالضم وحده ضبطناه فى كتاب الهروى [فى](١) هذا الحديث على شيخنا أبى الحسين وفسره بالإحرام (٢)، وأنكر ثابت فى دلائله ضم المحدثين له، وقال: الصواب الكسر، كما يقال (٣): لحله، وكما فى هذا الحديث. وقرئ:" وحِرْمٌ عَلَى قَرْية "(٤) بالكسر.
وهذا الحديث مما يحتج به المخالفُ فى جواز تطيب المحرم لإحرامه، واستدامته، وإنما يمنع (٥) مما يستأنفه بعد الإحرام، وهو قول الشافعى وأبى حنيفة والثورى وفقهاء أصحاب الحديث، وجماعة من الصحابة والتابعين (٦). وخالفهم جماعة أخرى من الصحابة
(١) فى س: وفى. (٢) والمحرم الداخل فى الشهر الحرام. غريب الحديث ٤/ ٧. (٣) فى س: يقول. (٤) الأنبياء: ٩٥. والقراءة المذكورة هى لحمزة والكسائى وأبى بكر، وهى مروية عن على وابن مسعود وابن عباس - رضى الله عنهم. حجة القراءات ٤٧٠، تفسير القرطبى ١١/ ٣٤٠. (٥) فى س: منع. (٦) مثل سعد بن أبى وقاص، وابن عباس، وأبى سعيد الخدرى، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر، وعائشة، وأم حبيبة من الصحابة. ومن التابعين: عروة، وجابر بن محمد، والشعبى، والنخعى، وخارجة بن زيد، ومحمد بن الحنفية. الاستذكار ١١/ ٦١.