وقوله للرجل يعمل الخير ويحمده الناس:" تلك عاجل بشرى المؤمن ": أى عنوان الخير له، ودليل على رضا الله عنه وحبه له، بدليل الحديث المتقدم:" ثم يوضع له القبول فى الأرض " وهذا كله إذا كان حمد الناس له عليه من غير طلبه ذلك ويعرضه له، فإن هذا أصل الرياء وأعظم الآفات لإفساد الأعمال وهلاك العاملين لها وتزيين الشرك.
وقوله:" تلك عاجل بشرى المؤمن " أى: البشرى المعجلة، ونبه على الموحدة فى الآخرة بقوله:{بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ}(١).
وقوله:" فلقيت رجلاً عند سدة المسجد (٢) فقال: يا رسول الله "، قال الإمام: قال الهروى فى حديث المغيرة بن شعبة أنه قال: لا يصلى فى سدة المسجد الجامع، يعنى الظلال. ومنه سُمى إسماعيل السدى؛ لأنه كان يتبع فى سدة الجامع. وفى الحديث: أن أم سلمة قالت لعائشة - رضى الله عنها - إنك سدة بين رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمته، أى باب، فمتى أحبت ذلك الباب بشىء فقد دخل على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى حريمه، ومنه الحديث: فى الذين يردون الحوض الذين لا يفتح لهم السد (٣) والحديث يقول: " لا يفتح لهم الأبواب ".
(١) الحديد: ١٢. (٢) سبق فى ب المرء مع من أحب برقم (١٦٤). (٣) سبق فى ك الفضائل، ب إثبات حوض نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (٤٠).