وقوله:" يمين الله ملآى "، وفى الرواية الأخرى:" ملآن سحاء [لا يغيضها شىء](١) الليل والنهار ": كذا ضبطناه على القاضى أبى على [وغيره](٢) بالمد على الوصف، وعند أبى بحر " سحا " على المصدر، وانتصب الليل والنهار على الظرف. والسح: الصب الدائم. ولا يقال فى المذكر فيه: أفعل، ومثله ديمةٌ هطلاء، لا يقال فى مذكره: أهطل، ووقع عند الطبرى فى حديث عبد الرزاق " [و](٣) لا يغيضها سح الليل والنهار " بالإضافة. ورفعه على الفاعل، وعند الآخرين فيه أيضاً كما تقدم. واليمين مؤنثة، ووصفها بملآى هو الصواب، وغيره خطأ. ورواه بعضهم:" مل " مثل دعا، قيل: يصح هذا على نقل الهمزة.
وقوله:" لا يغيضها شىء ": أى لا ينقضها، قال الله تعالى:{وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ}(٤): أى ما تنقص، يقال: غاض الماء وغيض، وغاضَهُ الله لازم ومُتَعدٍ.
قال الإمام: كذا مما يتأول؛ لأن اليمين [التى هى حاجة](٥) إنما كانت بنسبتها (٦) إلى الشمال، فلا يوصف بها تعالى؛ لأنها تتضمن إثبات شمال. وهدا يؤدى إلى التحديد [ويتقدس](٧) البارى تعالى عن أن يكون جسماً محدوداً، وإنما خاطبهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يفهمونه، إذ أراد الإخبار عن [أن](٨) البارى لا ينقصه الإنفاق، ولا يمسك خشية الإملاق، [و](٩) جلت قدرته وعظمت عن ذلك. وعبر - عليه السلام - عن
(١) من الحديث المطبوع. (٢) ساقطة من س. (٣) من س. (٤) الرعد: ٨. (٥) من ع. (٦) فى الأصل: بمناسبتها، والمثبت من ع. (٧) فى س: يبعد من. (٨) ساقطة من س، والمثبت من هامش الأصل. (٩) من س.