وقوله:" لا يموتن أحدكم إلا وهويحسن الظن بالله ": تحذير من القنوط المهلك، وحض على الرجاء عند الخاتمة؛ لئلا يغلب عليه الخوف حينئذ فيخشى غلبة اليأس والقنوط فيهلك.
وعبادة الله إنما هى من أصلين: الخوف والرجاء. فيستحب غلبة الخوف ما دام الإنسان فى خيرية (١) العمل، فإذا دنى الأجل وذهب المهل، وانقطع العمل، استحب حينئذ غلبة الرجاء؛ ليلقى الله - تعالى - على حالة هى أحب الأحوال إليه جل اسمه؛ إذ هو الرحمن الرحيم، ويحب الرجاء (٢) وأثنى على نبيه - عليه السلام - بذلك.
ويؤيد ما قلناه قوله فى الحديث بعد هذا:" يبعث كل أحد على ما مات عليه "، فهذا جامع لهذا ولغيره، وأن العبد يبعث على الحالة التى مات عليها (٣). ونُبْه مسلم -
(١) فى ح: مهلة. (٢) فى ح: الرحماء. (٣) ساقطة من ز.