وقوله:" كانوا يرون [أن](١) العمرة فى أشهر الحج [من](٢) أفجر الفجور " يعنى الجاهلية، " ويجعلون المحرم صفراً ": يعنى النسىء، كانوا يُسمون المحرم صفراً ويحلونه ويُنسئون المحرم، أى يؤخرونه بعد صفر؛ لئلا يتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم تضيق بها الأمور عليهم، فرد الله تعالى ذلك عليهم. وقال تعالى:{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْر} الآية (٣).
وقوله:" ويقولون: إذا برأ الدبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر، حلت العمرة لمن اعتمر "، قال الإمام:" برأ الدبر ": يريدون دبر ظهر (٤) الإبل عند انصرافها من الحج، كانت تدبر بالسير عليها إلى الحج، " وعفا الأثر " معناه: محى ودرس، ويكون عفا - أيضاً - بمعنى كثر، وهو من الأضداد - أيضاً - قال الله تعالى:{حَتَّى عَفَوْا}(٥)، أى كثروا، ويروى:" عفا الوبر ".
قال القاضى - رحمه الله -: قال الخطابى: " عفا الأثر "(٦): أى أثر الدبر، وقال
(١) ساقطة من الأصل، واستدركت فى الهامش. (٢) من س. (٣) التوبة: ٣٧. (٤) فى الأصل: ظهور، والمثبت من س، ع. (٥) الأعراف: ٩٥. (٦) جزء حديث، أخرجه الإمام أحمد فى المسند عن أنس ٣/ ١٤٣.