وقول أم حبيبة - زوج النبى عليه السلام - اللهم، أمتعنى بزوجى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبأبى [أبى](١) سفيان، وبأخى معاوية، فقال النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة أن يعجل (٢) شيئًا منها قبل حله، أو يؤخر شيئًا عن حله، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من [عذاب](٣) النار أو عذاب القبر كان خيراً وأفضل ": كذا رويناه " حله " بفتح الحاء فى الموضعين، وفى الحديث الآخر بعده بغير خلاف من شيوخنا، ومعناه: وجوبه، يقال: حل الشىء يحل حلاً: وجب. وحكاه الإمام أبو عبد الله: قبل أجله وبعد [أجله](٤).
قال الإمام إن قال [قائل](٥): قد أثبت فى هذا الحديث [أنّ](٦) الأجل لا يزاد فيه ولا ينقص، وقد قال فى أحاديث أخر: " إنّ صلة الرحم تزيد فى العمر " (٧)، فكيف الجمع بين هذين الحديثين؟
قلنا: أول ما يجب أن يعلم: أنَّ الأجل عبارة عن الوقت الذى قدر موت الميت فيه، فإذا كان عبارة عن هذا وعليه يتكلم هاهنا، فلابد أن يقال: إن البارى - سبحانه - يعلم
(١) ساقطة من ح. (٢) فى ح: يجعل. (٣) فى هامش ح. (٤) و (٥) من ح. (٦) فى هامش ح. (٧) سبق فى ك البر والصلة، ب صلة الرحم برقم (٢٠، ٢١).