وقوله:" لينزلن فيكم عيسى ابن مريم حكماً مقسطاً (١) ... " الحديث، قال الإمام: قال الهروى وغيره: الإقساط والقسط: العدلُ، ومنه قوله:{وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}(٢)، ومنه الحديث:" إذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا "(٣)، ومنه قوله تعالى:{ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ}(٤) أى: أعدل، وقال الله سبحانه:{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ}(٥) أى: بالعدل كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْل}(٦). قال ابن قتيبة: وسُمى الميزان بالقسط لأن القسط: العدل، وبالميزان يقع العدل فى القسمة، وقوله سبحانه:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ}(٧)[أى ذوات القسط](٨)، وهو العدل.
قال غيره: وأما قسط بغير ألف فمعناه جار، ومنه قوله تعالى:{وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا}(٩)، يقال: قسط يقسط قسْطاً وقُسُوطاً إذا جار، والإقساط والقسط: العدل، والقُسُوطُ والقَسْطُ: الجور.
(١) الرواية التى بأيدينا " حكماً عادلاً ". ويوشك من أفعال المقاربة واللام فيها جواب قسم محذوف. (٢) الحجرات: ٩. (٣) جزء حديث أخرجه أحمد عن أبى موسى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن هذا الأمر فى قريش ما داموا، إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا " ٤/ ٣٩٦. (٤) البقرة: ٢٨٢. (٥) الأعراف: ٣٩. (٦) النحل: ٩٠. (٧) الأنبياء: ٤٧. (٨) من المعلم. (٩) الجن: ١٥.