قوله فى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}: " تعدل ثلث القرآن "، وقال:" سأقرأ عليكم ثلث القرآن "، فقرأ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} وهذه الرواية تقدح فى تأويل من جعل ذلك لشخص بعينه.
قال القاضى: قال بعضهم: قال الله تعالى: {آلر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير} ثم بين التفصيل فقال: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّه} فهذا فصل الألوهية، ثم قال:{إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِير} وهذا فصْل النبوة ثم قال: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْه}(٢) فهذا فصْل التكليف، وما رواه من أمر الوعد والوعيد، وعليها أجزأ القرآن بما فيه من القصص من فصْل النبوة لأنها من أدلتها، وفهمها أيضاً ما يدل على أن الله فسَّرها، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} جمعت الفصْل الأول.
قال القاضى: وقيل: إن هذا إنما قاله النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للذى ردَّدها.
وفى الحديث الآخر:" أن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} جزءاً من أجزاء القرآن "(٣)، قال الإمام: قيل: إن معنى ذلك أن القرآن على ثلاثة أنحاء، قصص، وأحكام، وأوصاف لله جلت قدرته، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} تشتمل على ذكر
(١) سورة الإخلاص: ١. (٢) هود: ١ - ٣. (٣) فى ع: أجزاء، وفى س: جزء.