الصفات، وكانت ثلثا من هذه الجهة، وربما أسعد هذا التأويل ظاهر الحديث الذى ذكر فيه:" أن الله تعالى جزَّأ القرآن "، وقيل: معنى ثلث القرآن لشخص بعينه قصده رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: معناه: أن الله يتفضل بتضعيف الثواب لقارئها، ويكون منتهى التضعيف إلى مقدار ثلث ما يستحق من الأجر على قراءة القرآن من دون (١) تضعيف أجر، وفى بعض روايات هذا الحديث:" أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حشد الناس " فحصل له من ترديدها وتكرارها قدر تلاوته ثلث القرآن.
وقوله:" احْشِدُوا " وقوله: " فَحَشَدَ من حَشَدَ ": أى اجتمعوا، واجتمع من اجتمع وتأهب من تأهب. قال الهروى: يقال حشد القوم لفلان جمعوا له وتأهبوا، قال ابن دريد: حشد القوم يحشُد ويحشدِ إذا جمعهم (٢) والحشد: القوم المجتمعون.
وقوله للذى قال فى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}: إنى أحبها: " أن الله يحبه "(٣)، قال
(١) فى ع، س: غير. (٢) قيدت عند الأبى: ابن دريد حشدتُ القوم جمعتهم. والحشد القوم المجتمعون. (٣) فى المطبوعة كما فى البخارى فى التوحيد والنسائى بغير لفظ " إنى أحبها "، البخارى ب ما جاء فى دعاء النبى أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى ٩/ ١٤٠، النسائى ك الصلاة، ب الفضل فى قراءة قل هو الله أحد ٢/ ١٣٢.