قوله:" لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء " زاد فى رواية أخرى: " يوم القيامة "، وفى الآخر:" ومن جر إزاره لا يريد إلا المخيلة "، وفى الآخر:" بطراً ": المخيلة والخيلاء والبطر: بمعنى، وهو الكبر والزهو والتبختر، قال الله عز وجل: {وَاللَّهُ (١) لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}، وقال:{إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِين}(٢). [قال سيبويه: الخيلاء: فعلاء - ممدود - اسم بضم الخاء، ويقال بكسرها](٣).
قال الإمام: المخيلة: يعنى الكبرياء، يقال: خال الرجل خالاً واختال اختيالاً: إذا تكبر، وهو رجل خال: أى متكبر، وذو خال: أى ذو تكبر، ومنه قول ابن عباس: كل ما شئت، والبس ما شئت إذا أخطأتك حالان: سرف ومخيلة (٤)، ومنه قول أبى طلحة لعمر: ولا تخول عليك، أى لا تتكبر (٥).
قال القاضى: قوله: " من جر ثوبه " عموم فى كل ثوب؛ إزار وغيره، وقد روى أصحاب المصنفات: أنه - عليه السلام - قال:" الإسبال (٦) فى الإزار والقميص والعمامة، من جر منهما شيئاً لم ينظر الله إليه يوم القيامة "(٧)، قالوا: وإنما خص الإزار فى بعض الحديث؛ لأنه أكثر ما كان يستعمل فى عهده - عليه السلام - ويجر ويرخى. وأجمع العلماء: أن هذا ممنوع فى الرجال خاصة دون النساء.
وقوله:" خيلاء ": دل أن النهى إنما تعلق لمن جره لهذه العلة، فأما لغيرها فلا، من استعجال الرجل لحاجته وجر ثوبه خلفه، أو من قلة ثياب ردائه على كتفيه فلا حرج.
(١) فى ز: الله وهو خطأ، والآية من سورة الحديد: ٢٣. (٢) النحل: ٢٣. (٣) سقط من ح. (٤) البخارى، ك اللباس، ب فى المقدمة معلقاً، وقد وصله ابن أبى شيبة فى مصنفه ٦/ ٦٣. (٥) الغريب ١/ ٣٨٤، النهاية ١/ ٢٦١. (٦) فى الأصل: الاشتبال، وهو تصحيف، والمثبت من ح. (٧) أبو داود، ك اللباس، ب فى قدر موضع الإزار ٤/ ٦٠، والنسائى، ك الزينة، ب إسبال الإزار ٨/ ٢٠٨، وابن ماجه، ك اللباس ٢/ ١٨٤ (٣٥٧٦)، وابن أبى شيبة فى اللباس ٦/ ٢٣١.