قوله- عليه السلام-: " من كذب على مُتَعمِّدًا [فليتبوأ مقعده من النار](١)، قال الإمام: الكذبُ عند الأشعرية الإخبار عن الأمر على ما ليس هو به.
هذا حد الكذب عندهم، لا يشترطون فى كونه كذباً العمدَ والقصد [إليه](٢)، خلافاً للمعتزلة فى اشتراطهم ذلك، ودليل هذا الخطاب يردُّ عليهم، لأنه يدلُّ على أنَّ ما لم يُتَعمَّد يقع عليه اسم الكذب (٣).
وأما قوله: " فليتبوَّأ مقعده من النار ": فإن الهروى قال فى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّار}(٤)[أى](٥) اتخذوها منازل، وقوله:{نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء}(٦) أى: نتخذ (٧)
= وبرواية العدلين ترتفع الجهالة عند الجمهور، لكن لا تثبت بذلك العدالة، وذهب الدارقطنى إلى ثبوت العدالة بذلك. إعلاء السنن ١/ ١٣٠. (١) ساقطة من ت. الحديث أخرجه البخارى فى الصحيح، ك العلم، ب إثم من كذب على النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ١/ ٣٨، والترمذى، ك الفتن، ب ٢٧٠، ك العلم، ب تعظيم الكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ٥/ ٣٥، والدارمى فى المقدمة، ب اتقاء الحديث عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتثبت فيه ١/ ٦٧، عن عبد الله بن مسعود، والترمذى من حديثه ومن حديث أنس- رضى الله عنهما-، وأحمد فى المسند ٥/ ٢٩٢ عن خالد بن عرفطة. (٢) ساقطة من ت. (٣) فى الإكمال: كذب، والمثبت من المعلم، ت. وانظر: مقالات الإسلاميين: ٤٤٥. (٤) الحشر: ٩. (٥) من المعلم. (٦) الزمر: ٧٤. (٧) فى الإكمال، ت: نتخذها، والمثبت من المعلم.