وقوله:" مررنا براع وقد عطش رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحلبت له كُثبة من لبن " بضم الكاف: قال بعضهم: هو قدر حلبة. وقال الخليل: هو القليل منه، وكل ما جمعته من شىء فهو كثبة.
وقوله:" شرب منها حتى رضيت ": أى حققت أنه أخذ حاجته وروى، فأرضانى ذلك. وشربه - عليه السلام - من لبن الغنم وربها غير حاضر؛ إما لأنها العادة عندهم لكل أحد، أو أنه لا قيمة للبن الغنم فى الطرق هناك، وإنما هو للرعاة الذين يلون أمرها ويتعيشون به فى فلواتهم، وقد تكون الغنم لمن يعلم - عليه السلام - أنه يسره شربه للعجماء.
وقد جاء فى مسلم آخر الكتاب: أنها لرجل من أهل المدينة، وهو وَهْم، والصحيح من أهل مكة إن شاء الله، وقد ذكر البخارى فيه من رواية إسرائيل:" لرجل من قريش "(١)، وفى رواية أخرى:" من أهل مكة أو المدينة "(٢).
(١) البخارى، ك فضائل الصحابة، ب مناقب المهاجرين وفضلهم ٧/ ٨ (٣٦٥٢). (٢) البخارى، ك المناقب، ب علامات النبوة. الفتح ٤/ ٢٤٥ (٣٦١٥).