وقوله:" سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول على أعواد منبره ": [فيه](١) اتخاذ المنبر لخطبة الجمعة، وهو سنة مجمع عليها للخليفة، فأمَّا غيره فإن شاء خطب على المنبر وإن شاء على الأرض. واختلف عمل الناس وأهل الآفاق فى ذلك، قال مالك: ومن لا يرقى عندنا يقف يسار المنبر، ومنهم من يقف عن يمينه وكلٌّ واسع.
وقوله:" لينتهين أقوامٌ عن ودعهم الجُمعات " وروى غير مسلم: " تركهم "(٢)[قال الإمام: قال](٣) شَمَرْ: زعمت النحوية أن العرب أماتوا مصدره وماضيه والنبى - عليه السلام - أفصح [العرب](٤)، وجاء فى الحديث:" إذا لم ينكر الناس المنكر فقد تودِّعَ منهم "(٥)[أى أسلموا](٦) إلى [ما استحقوه](٧) من النكير عليهم، كأنهم تركوا [وما استحقوا](٨) من المعاصى حتى يصروا فيستوجبوا العقوبة فيعاقبوا، وأصله من التوديع وهو الترك.
قال القاضى: كان فى النسخ الداخلة إلينا من المعلم فى هذا الكلام اختلالٌ أصلحناه
(١) من س. (٢) أخرجه فى الكنز وعزاه لابن النجار ٧/ ٧٣٠. وقد أخرج ابن ماجه حديث مسلم بلفظ: " الجماعات " ثم روى بعده: " لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن بيوتهم " ك المساجد، ب التغليظ فى التخلف عن الجماعة ١/ ٢٥٩. (٣) فى الأصل قال. معناه: تركهم. (٤) ساقطة من جميع نسخ الإكمال. (٥) الحديث أخرجه أحمد والبزار والحاكم بنحوه، ولفظه لأحمد عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إذا رأيت أمتى تهاب الظالم أن تقول له: أنت ظالم، فقد تودع منهم ". قال البيهقى: رواه أحمد والبزار بإسنادين ورجال أحد إسنادى البزار رجال الصحيح، وكذلك رجال أحمد مجمع ٧/ ٢٦٢، وانظر: المسند ٢/ ١٦٣، ١٩٠، والمستدرك ٤/ ٦٩ عن عبد الله بن عمرو وقال فيه: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى. (٦) لفظه فى المعلم: " أن يسلموا ". (٧) فى المعلم: ما استخفوه. (٨) فى المعلم: وما استخفوه.