وقوله فى حديث إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس:" أن جدته مليكة ": الضمير فى " جدته " عائدٌ على إسحاق بن عبد الله، وهى أم أبيه عبد الله بن أبى طلحة ومالك هو القائل:" أن جدته "، قاله أبو عمر، وغلَّط غيره هذا القول وقال: بل مليكة جدة أنس أم أمه، وعليه يعود الضمير وهو القائل:" أن جدته وهى مُليكة " بضم الميم وفتح اللام، كذا ضبطناها فى الأم وغيره، وكذا ذكره الناس، وحكى ابن عتاب عن الأصيلى: أنها مليكة بفتح الميم وكسر اللام.
فى هذا الحديث وما قبله ما كان - عليه السلام - عليه من حسن الخلق [وحسن العشرة](١) والتواضع، وإجابة المحتاجين والانبساط مع الضعفاء، وحسن العشرة مع [الصغير والكبير](٢)، وفيه إجابة أهل الفضل للطعام لغير الوليمة، وذلك إذا كان لوجه حسن من تطيب نفس، أو لمن يختص بالرجل، أو يتَبرَّك به، وكره مالك - رحمه الله - إجابة أهل الفضل لكل من دعاهم إِلا فى الوليمة، وفيه إجابة المرأة الصالحة والمرأة المتجالَّة (٣).
وقوله:" قوموا [فلأصلى بكم](٤) ": فيه حض الرجل الصالح الناس على الخير والتجميع للنوافل وصلاة الضحى، وفى بابها أدخله مالك قى الموطأ، قيل: يحتمل أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد بذلك لتنالهم بركة الصلاة معه أو لتشاهد المرأة صلاته وتتعلمها منه وتقتدى به فى ذلك معاينة ودون واسطة.
وقوله: " فقمنا إلى حصير لنا قد اسودَّ من طول ما لبس، فنضحْتُه بماء، فقام عليه
(١) من ت. (٢) فى ت: الكبير والصغير. (٣) يعنى: المسنَّة. (٤) فى ت: " قوموا فأصلى بكم "، وفى الأصل: " فلأصلى لكم "، والذى فى المطبوعة: " فأصلى لكم "، وفى أخرى: " فلأصلى بكم ".