قال الإمام: أى بخاصتك وموضع سرّك، ومنه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" الأنصار كرشى وعيبتى "(٢) قال ابن الأنبارى: يعنى " كرشى " أصحابى وجماعتى الذين أعتمد عليهم، وأصل الكيرش فى اللغة: الجماعة، وجعل الأنصار عيبته: خصوصيته إياهم؛ لأنه يطلعهم على أسراره، قال غيره: فمعنى " عيبتى ": خاصتى وموضع سرّى، قال أهل اللغة: والعيبة فى كلام العرب، معناها: ما يجعل فيه الرجل أفضل ثيابه، وحرّ متاعه، وأنفسه عنده.
قال القاضى: كذا رواية العذرى والفارسىّ وكافة الرواة، وهو الصواب على ما تقدم، ورواه بعضهم عن السجزى:" بغيبتك " وليس بشىء، وعند ابن ماهان:" بنفسك ".
وقوله:" هو فى المشرُبة "، قال الإمام: فيها لغتان: فتح الراء وضمها. ورباح المذكور فى هذا الحديث هو بفتح الراء، وباء واحدة تحتها.
(١) التحريم: ٤. (٢) البخارى، ك مناقب الأنصار، ب قول النبى: " اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم " (٣٨٠١)، مسلم، ك فضائل الصحابة، ب من فضائل الأنصار وقريش (٣٩٠٧)، أحمد ٣/ ١٥٦.