وأما قوله فى الحديث الآخر:" لا إغلال ولا إسلال "(١) فالإغلال: الخيانة، والإسلال: السرقة، يقال: رجل مُغِل مُسِل، أى صاحب خيانة وسرقة.
قال القاضى: ويقال: غَلَّ الرجلُ إذا خان، قال ابن قتيبة: وأصله من إدخال ما غل [على](٢) رحله، ومنه الغللُ، الماء الذى يجرى بين الثمار.
والبردة: كساء مُرَبَّعٌ أسود فيه صِغَر (٣)، وقيل: هى الشملة المخططة وهى كساء يؤتزر به، والعباءة ممدود الكساء.
وقوله:" إن الشملة لتلتهبُ عليه نارًا "، وقوله:" شِرَاك أو شراكان من نار " تنبيه على المعاقبة عليهما، وقد يكون المعاقبة بهما أنفسهما فيعذب بهما وهما من نار، وقد يكون ذلك على أنهما سبب لعذاب النار.
= قال ابن الأثير: " يُغَلُّ - بضم الياء - من الإغلال بمعنى الخيانة فى كل شىء، ويروى بفتح الياء من الغِلّ، وهو الحقد والشحناء، أى لا يدخله حقد يزيله عن الحق، قال: وروى يغل بالتخفيف من الوغول، وهو الدخول فى الشر، والمعنى: إن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب، من تمسك بها طهر قلبهُ من الخيانة والدغلِ، والشر. وقوله: " عليهن " فى موضع الحال، تقديره: لا يغل كائنًا عليهن قلب مؤمن ٣/ ١٦٨. (١) الحديث بهذا اللفظ أخرجه الدارمى والطبرانى عن عوف المزنى، وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزنى، كذبه أبو داود، وقال فيه الشافعى: إنه ركن من أركان الكذب. سنن الدارمى ٢/ ١٥٠، كما أخرجه أحمد وهو جزء حديث بالمسند بلفظ: " وأنه لا إسلال ولا إغلال " ٤/ ٣٢٥. (٢) من الأصل فقط، وزيد بعدها فى جميع النسخ لفظة (أثناء)، ولا وجه لها. (٣) نقلها الأبى هكذا: والبردة كساء صغير أسود مربع.