وقوله:" لا أجهدك اليوم شيئاً أخذته لله " كذا لأكثرهم، وعند ابن ماهان:" أحمدك " بالحاء المهملة والميم، وكذا رواه البخارى (١). وقال بعضهم: صوابه: " لا أجدك " بالدال، أى أمنعك، وهذا تغيير للرواية الصحيحة النقل والمعنى. فأما " أحمدك " فمعناه - فيما قيل -: لا أحمدك فى نزول شىء أو لبقائه؛ لطيب نفسى بما تأخذه كما قال المرقشى: ليس على طول الحياة ندم. أى ليس على فوت طول الحياة ندم، وأما على رواية:" أجهدك "، أى لا أبلغ منك جهداً أو مشقة فى منعك شيئاً أخذته لله. قال صاحب الأفعال: جهدته وأجهدته: بلغت مشقته. وقد يكون هنا " أجهدك " أى أقلل لكم (٢) فيما تأخذه. والجهد ما يعيش به المقل، كما قال تعالى:{وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُم}(٣).
وقوله عليه السلام:" إن الله يحب العبد التقى الغنى الخفى " بالحاء المهملة، ولغيره
(١) ك أحاديث الأنبياء، ب حديث الأبرص والأعمى والأقرع ٤/ ٢٠٨. (٢) فى ح: لك. (٣) التوبة: ٧٩.