وأما حلف عمر على ابن صياد أنه الدجال، ففيه حجة لمن رأى الحلف جائزاً على ما غلب [على](٢) ظن الإنسان، لقوة الدلائل عند [عمر](٣) عليه بالصفات التى ذكرها فيه النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن ذلك غير غموس، وأن (٤) الغموس ما جاهر به الحالف أو شك فيه. قال الإمام: وخرج مسلم فى قصة [ابن](٥) صياد حديث حرملة بن يحيى عن ابن وهب: حدثنى يونس عن ابن شهاب؛ أن سالم بن عبد الله أخبره؛ أن عمر انطلق - الحديث. ووقع هذا الإسناد فى [روايتنا عن ابن ماهان](٦) منقطعاً، فقال: عن الزهرى، عن سالم؛ أن عمر بن الخطاب. لم يذكر فيه عبد الله بن عمر، والصواب [قول](٧) من أسنده.
قال القاضى: وقوله فى هذا الحديث: " عند أطم بنى مغالة ": تقدم تفسير الأطم وأنه الحصن. وبنو مغالة بغين معجمة، وكذا [جاء](٨) فى حديث ابن حميد وفى حديث الحلوانى بعده: " عند أطم بنى معاوية " والأول المعروف. وبنو مغالة: كل ما كان عن يمينك إذا وقفت آخر البلاط مستقبل مسجد النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [ويتوجه مكة](٩) ما كان عن يسارك، ومسجد النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى بنى مغالة، قاله الزبير. وقال بعضهم: بنو مغالة حى من قضاعة، وبنو معاوية هم بنو جديلة هؤلاء.
وقول عمر:" دعنى أضرب عنقه " لما ظهر [له](١٠) من كفره.
وقول النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له:" إن يكن هو فلن تسلط عليه ": أى إن كان الدجال فلن تنتهى إليه، لم يقدر لك أنت قتله، بل قاتله عيسى ابن مريم و" إن لم يكن فلا خير لك فى قتله "
(١) انظر: مصنف ابن أبى شيبة، ك الجنة، برقم (٣٣٩٥٦). (٢) ساقطة من ز. (٣) ساقطة من ح. (٤) فى ح: وإنما. (٥) ساقطة من الأصل، واستدركت في الهامش بسهم. (٦) فى ح: رواية ابن ماهان. (٧) ساقطة من ح. (٨) من ح. (٩) فى ح: وبنو جديلة. (١٠) ساقطة من ح.