أحدهما: أنه لا يبلغ قدرك أن يطالع الغيب من قبل الوحى الذى يوحى إلى الأنبياء، والإلهام الذى يلهم الأولياء، وإنما هو شىء جرى من إلقاء الشيطان إليه حين [يسمع](١) النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يراجع أصحابه فى النخيل.
والآخر: أنك لست تسبق قدر الله فيك وفى أمرك.
قال القاضى: وقد ذكرنا أنه لن [يعد](٢) يعدو قدرًا [من](٣) الكهان من خطف الكلمات، وقصور بعض المغيبات، لا على جهة الكمال والبيان الذى تختص به النبوة، والولاية، كما ذكرنا أنه لم يهتد من الآية لغير حرفين من كلمة.
وقوله:" تباً لك سائر اليوم ": أى خسراناً وهلاكاً.
وقوله:" خلط عليك الأمر " يريد: ما يأتيك به شيطانك من غير ضبط وصحة، إلا كما يأتى به مسترق السمع، خلاف ما يأتى به الملك من الوحى.
وقوله:" درمكة (٤) بيضاء، مسك خالص ": أى أنها فى البياض درمكة (٥)، وفى الطيب مسك.
وحديث ابن أبى شيبة هذا من أن ابن صياد هو السائل للنبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عنها، أظهر عند بعض أهل النظر من حديث نصر بن على قبله؛ أن السائل هو النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذا ذكره (٦)
(١) من ح. (٢) فى ز: تعد يعدو، وفى ح: يعدو. (٣) فى هامش ح: أمر. (٤) و (٥) فى ز: دريكة، والمثبت من ح. (٦) فى ز: ذكر، والمثبت من ح.