وقوله: " فحمل حوتاً فى مكتل ": المكتل، بكسر الميم: الزنبيل وهى القفة.
وقوله: " فأمسك الله عنه جرية الاء حتى كان مثل الطاق ": الطاق: عقد البناء، وحمعه طيقان وأطواق، وهى الأزاج والأقواس، وما عقد أعلاه من العلو (١) وتحته خالياً، كما قال تعالى:{فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}(٢)، والسرب: شق تحت الأرض، ومنه سرب الثعلب، وهذا مثل قوله فى الحديث الآخر: " فاضطرب الحوت، فجعل لا يلتئم عليه الماء صار مثل الكوة ". الكوة بفتح الكاف أشهر منها بضمها، وقد حكى الضم، وأخبرنا بعض مشايخنا عن أبى العلاء المعرى أنه كان يقول: إذا كانت نافذة فهى بالفتح، وإذا كانت غير نافذة [فهى](٣) بالضم.
وقوِله:{نَسِيَا حُوتَهُمَا}: قيل: المراد بذلك موسى، فأضيف النسيان إليه، كما قال:{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}(٤)، فإنما يخرج من الملح لابن الجلود، قيل: نسيان موسى هنا أنه لم يتقدم ليوشع فتاه بالتعهد له ومن يوشع حقيقة.
وقوله:{نَصَبًا}: أى تعبا.
وقوله: " فإذا هو بالخضر مسجى ثوباً " (٥): أى مغطى به كله، كتغطية الميت [وجهه
(١) فى ح: البناء. (٢) الكهف: ٦١. (٣) ساقطة من ح. (٤) الرحمن: ٢٢. (٥) حديث رقم (١٧٠) بالباب.