وقوله:" حتى يتبين رئيهما (١) " أى: منظرهما، وعندهم معنى قوله تعالى:{أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِءْيًا}(٢)، وفى كتاب العين: الرىُ: ما رأيته من حال حسنةٍ، وفى رواية بعض شيوخنا فى هذا الحرف:" رئيهما "، ولا وجه له هنا إلا على بعدٍ فى التأويل إن صح سماعًا، ورواية:" ويكون رى "[هنا](٣) بمعنى مرئى، وإنما الرّىُ المعروف التابع من الجن، يقال: بفتح الراء وكسرها، وكأنه من هذا الأصل لترائيه لمن تبعه من الإنس.
وقوله:" إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادى ابن أم مكتوم "، وفى الآخر:" لا يمنعن أحدكم أذان بلال - أو نداء بلالٍ - من سحوره، فإنه يؤذن - أو ينادى - ليرجع قائمكم، ويوقظ نائمكم ": ففيه جواز الأذان للصبح قبل وقتها للاستعداد لها لمن عليه طهر، أو طلب مائه (٤) وهى مختصة بذلك [من](٥) بين سائر الصلوات، وهو قول كافة العلماء خلافاً لأبى حنيفة، والثورى فى منعهما ذلك [قبل](٦)، وإنما يجوز ذلك إذا كان ثم من يؤذن بعد الفجر، ثم اختلف المذهب عندنا فى وقت تقديمها (٧)،
(١) فى س: رؤيتهما. (٢) مريم: ٧٤. (٣) من س. (٤) فى س: ما به. (٥) من س. (٦) ساقطة من س. (٧) فى س: تقديمهما