تحت وسادك لخيطين اللذين أراد الله - وهما الليل والنهار - فوسادك [الذى](١) يعلوهما ويغطيهما عريض، وهو المعنى بقوله فى الحديث الآخر الذى لم يذكره مسلم (٢) أو ذكره البخارى: " إنك لعريض (٣) القفا "(٤)؛ لأن من يكون وساده هذا على عظمه قفاه من نوعه، وعلى مجانسته، وقد جاء فى الرواية الأخرى:" إنك لضخم "(٥)، لا ما ذهَبَ إليه بعضهم من أنها كناية عن الغباوة، أو عن السمن لكثرة أكله إلى بيان الخيطين، وقيل: أراد بالوساد النوم، أى أن نومك كثير، وقيل: أراد به الليل، وهذان التفسيران (٦) يبعدان فى هذا الموضع، كأنه قال: إن من لم يكن النهار عنده حتى يتبين له العقالان طال ليله، وكثر نومه، وقيل: أراد بالوسادِ هنا: القفا، كما نص عليه فى الحديث الآخر (٧).
وقوله فى الحديث الآخر:" ربط أحدهم فى رجله خيطاً أبيض، وخيطاً أسود "
(١) ساقطة من س. (٢) فى س: البخارى. (٣) فى س: لعظيم. (٤) البخارى، تفسير سورة البقرة، ب فى قوله: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: ١٧٨] عن الشعبى عن عدى قال: أخذ عدى عقالاً أبيض وعقالاً أسود، حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا، فلما أصبح قال: يا رسول الله، جعلت تحت وسادتى، قال: " إن وسادك إذا لعريض، أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك " ٦/ ٣١. (٥) عن أنس بن سيرين قال: " سألت ابن عمر قلت: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أَأُطيلُ فيهما القراءة؟ قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلى من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة قال: قلت: إنى لست عن هذا أسألك، قال: " إنك لضخم " ألا تدعنى استقرى لك الحديث ... إلخ " مسلم، ك صلاة المسافرين، ب صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة ركعة من آخر الليل (١/ ٥١٩) برقم (١٥٧). (٦) فى س: التقسيمان. (٧) البخارى، كتاب تفسير سورة البقرة، ب {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصَّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ٦/ ٣١.