وقولها:" فأخطأ بدِرع " كذا عند جميع شيوخنا، قال الهروى: يقال لمن أراد أن يفعل شيئًا ففعل غيرَه، أخطأ ولمن فعل غير الصواب أخطأ، فمعناه: أن النبى - عليه السلام - لاستعجاله غلط فى ثوبه فلبس دِرْع غيره، ويدل عليه قوله فى الحديث الآخر:" فأخذ درعًا ".
وقوله:" حتى أدرك بردائه " ووقع فى بعض الروايات فخطأ، ولعله خطئ، قال ابن عرفة: يقال: أخطأ فى العمد وغير العمد، وخطئ بمعناه، وكلاهما مهموز. [قال الأزهرى: أخطأ إذا لم يتعمَّد، وخطئ إذا تعمَّد، والخطأ ضد الصواب مهموز](١) يمد ويقصر، والمدُّ قليل، والمصدر ممدود، خطأ وأخطأ، وقرأ الحسن:" خطاءً [كبيرًا (٢) بالمد والفتح، والخِطْأ بالكسر وسكون الطاء: الإثم، وقرأ نافع: " خطأ] (٣) كبيرًا " (٤) ويقال فيه أيضاً: الخطيئة والخاطئة، وقيل: إنَّ خطأ لغة فى الخطاء مثل بَخْس وبَخَسَ، وأما قراءة من قرأ: خِطاء، بالكسر والمد، فمعنى آخر من التخطى، أى مجاوزة عن الحق إلى الباطل، وقد أنكرها النحاس (٥).
قال مسلم: ثنا سويد بن سعيد، ثنا حفص بن ميسرة، كذا لعامة شيوخنا وسائر النسخ، وكان فى كتاب شيخنا أبى محمد بن أبى جعفر من طريق الهوزنى: ثنا هارون بن سعيد (٦).
وقوله فى بعض هذه الأحاديث: " فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله " (٧) قد بين - عليه
(١) سقط من الأصل. (٢) انظر: معانى القرآن ٤/ ١٤٧. (٣) سقط من الأصل. (٤) وهى قراءة ابن عامر. انظر: حجة القراءات: ٤٠٠. (٥) فقال: فلا يعرف فى اللغة ولا فى كلام العرب. معانى القرآن ٤/ ١٤٨. (٦) والاثنان من شيوخ مسلم. (٧) الحديث السابق.