أنَّ مجرد التقليد بغير بصيرة غير نافعة، لقوله:" سمعتُ الناس يقولون شيئًا فقلته (١) "، وقد يكون هذا إنما هو لمن يُصم عقده ولا اطمأنت نفسه، وإنما قال كلاماً لا يعتقد صحته، ولا يعرف معناه.
وقوله للمؤمن:" نم (٢) صالحاً ": أى: ولا (*) روع عليك مما يروعُ به الكفرة من العرض على النار، أو غيره من عذاب القبر.
وقوله:" علمنا إن كنت مؤمناً "(٣): بالكسر، أى أنك مؤمن قاله الداودى، كما قال تعالى:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}(٤)، أى أنتم، وقال:{وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}(٥) وهو لم يزل كذلك، والأظهر أنها على بابها، أى علمنا أنك كنت مؤمناً، وكذلك أنت، وعليه مجمل الآية، وقد يكون قوله:" إن كنت مؤمناً " أى فى علم الله، كما قيل فى قوله تعالى:{وَمَا كَانُوا مُهْتَدِين}(٦) وقيل ذلك فى قوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} أيضاً.
وقوله:" ما علمك بهذا الرجل ": يريد النبى محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كنى [عن](٧) نفسه، قيل: يحتمل أنه سُمِّى كالميت فى قبرهِ، أو مُثِّل له، والأظهر أنه سمى له.
وقولها:" فزع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم كسفت الشمس " يحتمل أنه ذُعر لذلك، كما قال فى الحديث الآخر:" فقام فزعًا يخشى أن تكون الساعة "، ويحتمل أن يكون من الفزع الذى هو المبادرة إلى الصلاة كما قدَّمناه.
(١) الذى فى المطبوعة: فقلتُ. (٢) فى المطبوعة: فنم. (٣) فى س: " قد علمت إن كنت لمؤمناً "، وفى المطبوعة: " قد كنا نعلم إنك لتؤمنُ به ". (٤) آل عمران: ١١٠. (٥) النساء: ١٧، ٩٢، ١٠٤، ١١١، ١٧٠، والفتح: ٤. (٦) البقرة: ١٦، الأنعام: ١٤٠، يونس: ٤٥. (٧) ساقطة من الأصل. (*) قال معد الكتاب للشاملة: في المطبوع "وإلا"، والمعنى يستقيم بما أثبتناه، وهو المثبت فيما وقع لدينا من نسخ خطية، والله أعلم.