وقولها لما سألوها عن الماء:" أيْهَاه (١) أيْهَاه " كذا رويناه (٢) هنا بالهمز وبالهاء آخره وبالتاء آخره أيضاً، وفى غير هذا الكتاب بالهاء فى أوله، قال الله تعالى:{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون}(٣)، يقال: هيهات، بالكسر والضم والفتح والسكون، وأيهات وأيهات، ومن وقف وقف عليها بالهاء، ومن الناس من يكسر تاءها فى الوصل (٤)، ويقف عليها بالتاء من فتحها فى الوصل، ومعناه: البعد للمطلوب واليأس منه، كما قانت بإثر هذا الكلام:" لا ماء لكم " أى حاضر قريب.
وقوله:" وأخبرته أنها مؤتِمة " بكسر التاء، أى ذات أيتام، فسّره فى الحديث.
وقوله:" فأمر براويتها فأنيخت " أى الجمل الذى كانت عليه، وعند السمرقندى:" رَاوِيَتْهَا " فها هنا هى المزادتان اللتان للماء، والراوية: القربة الكبيرة التى تروى. قال أبو عبيد: وهى المزادة، وقال يعقوب: لا يقال: راوية إِلا للجمل الذى يستقى عليه، وإنما يقال: مزادة.
وقوله:" أنيخت " معناها على هذه الرواية - إن صحت -: أى الراحلة بهما، وسميا بذلك؛ لأن الذى يكون عما تحمله هذه عليها وهذه فيها.
وقوله:" فمجَّ فى العزلاوين " [أى طرح من فيه ماءً فيهما.
قال الإمام: قوله: " فى العزلاوين العلْياوين "] (٥) قال ابن ولَّاد: العزلاء بالمدِّ [عزلا](٦) المزادة، وهو موضع يخرج الماء منه، وقال الهروى: هو فمها الأسفل، والذى فى كتاب مسلم ما ذكره ابن ولاد.