كلها بمعنى هذا أنها استحيضتْ، وجاءت مُبَيَّنةً:" أن سوَدة أم المؤمنين كانت تسْتحاض "، ذكره أبو داود وغيره (١)
وقول أبى بكر بن عبد الرحمن:" يرْحَمُ اللهِ هنداً ... " الحديث، وقولُه:" فكانت (٢) تغتسل فى مركنٍ فى بيت (٣) أختها [زينب](٤)، قال الإمام: قال أبو عبيد: المركن: الأجَّانةُ، كانت تغسل فيها الثياب (٥).
قال القاضى: وقوله: " ملآن دماً " ويروى ملأى، على معنى تأنيث الآنية أو الأجَّانة، وعُلوّ حمرةِ الدم الماء فيه يعنى - والله أعلم - أنها كانت تجلس فيه للاغتسال فيستنقِع ماءُ غسلها وما يجرى منها فيه؛ لأنها كانت تستعمل الماء منه على تلك الصفة.
وقال مسلم فى الباب: حدثنا محمد بن مُثنّى ثنا سفيان عن الزهرى عن عمرة عن عائشة، كذا لجميعهم، وللسمرقندى عن عروة، وقال قبل هذا: ثنا محمد بن سلمة
(١) البخارى فى الحيض، ب الاعتكاف للمستحاضة ١/ ٨٥، ولم أجد فى أبى داود أو كتب السنن ذكر سودة أم المؤمنين، وغاية ما وجدته عن عائشة: " اعتكف مع النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة من أزواجه " دون تسمية، أبو داود فى الصوم (٢٤٧٦) وابن ماجه فى الصيام، ب المستحاضة تعتكف (١٧٨٠). (٢) فى المعلم: إنها كانت. (٣) فى المعلم: حجرة. (٤) من المعلم. (٥) غريب الحديث ٤/ ٣٤٠.