ثم اختلف العلماء فى كيفية الحمد والرد، واختلفت فى ذلك الآثار، فقيل: يقول: الحمد لله، وقيل: الحمد لله رب العالمين (١)، وقيل: الحمد لله على كل حال. وخيّره الطبرى فيما شاء من ذلك.
ولا خلاف أنه مأمور بالحمد، وأما المشمت (٢) فيقول: يرحمك الله. وقيل: يقول: الحمد لله، يرحمك الله. وقيل: يرحمنا الله وإياكم.
واختلفوا أيضاً فى رد العاطس على المشمت، فقيل: يقول: يهديكم الله ويصلح بالكم. وقيل: يقول: [يرحمنا الله وإياكم](٣)، يغفر الله لنا ولكم. وقال مالك والشافعى: إن شاء قال: يغفر الله لنا ولكم، أو يقول: يهديكم الله ويصلح بالكم.
ومَنْ تكرر منه العطاس فالذى ياخذ به مالك أن يشمته ثلاثاً ثم يمسك، للحديث الذى رواه فى الموطأ. لكنه فى الموطأ على الشك:" لا أدرى فى الثانية أو الثالثة "(٤) وجاء فى كتاب أبى داود وغيره مبيناً: " شمت أخاك ثلاثاً، فما زاد فهو زكام "(٥) ووقع فى كتاب مسلم: ثم عطس أخرى، فقال له النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" الرجل مزكوم " وهذا لم يذكر أنه تكرر منه، وظاهره أنه مَنْ عرف أن عطاسه من زكام فلا يرد عليه، أو يكون قد تكرر العطاس من هذا الرجل. وقيل: وكانت هذه بعد الثالثة، فتتفق الأحاديث. ولعل الراوى لم يحضر إلا بعد الثالثة، أو لم يجعل باله إلا حينئذٍ - والله أعلم.
(١) رواه ابن أبى شيبة عن النخعى مقطوعًا به، برقم (٦٠٤٦). (٢) فى ح: التشميت. (٣) من خ. (٤) انظر: الموطأ، ك الاستئذان، ب التشميت فى العطاس ٢/ ٩٦٥. (٥) أبو داود، ك الأدب، ب كم مرة يشمت العاطس. رقم (٥٠٣٤).