" أرأيتكم ليلتكم هذه على رأس مائة عام، لا يبقى ممن هو على وجه الأرض أحد "(١).
وقوله:" العبادة فى الهرج كهجرة إلىّ "(٢): أى فى احتدام الفتنة، واختلاط أمر الناس، فيحمل أنه فى آخر الزمان الذى أنذر به فى الحديث بقوله:" ويكثر الهرج "(٣)، ويحتمل أنه عموماً فى كل وقت، وفضل الانعزال حينئذ لعبادة الله.
قوله:" يحلب لقحته ": أى ناقته التى يحلب.
وقوله:" يلط حوضه ": كذا عند الرواة، وكذا فى الموطأ (٤) فى غير هذا الحديث. وعند القاضى الشهيد:" يليط "، وللهوزنى:" يلوط "، أى يصلحه ويرمه ويبنيه، ويلصق به الطين لإصلاحه؛ ولئلا ينشف ماؤه. قال الخليل: اللط الإلزاق. ويلوط: يصلحه ويطينه، وقد تقدم. ويليط: يلزق به الطين. لاط الشىء بالشىء: لصق. وألطه أنا: ألزقته، والمعانى متقاربة. وبهذا فسر شارحو الموطأ قوله:" إنْ كنتَ تلط حوضها "(٥)، أى ترمه وتصلحه. وقيل: تبنيه وترفع جوانبه.
(١) سبق فى ك فضائل الصحابة، ب لا تأتى مائة سنة، برقم (٢١٧). (٢) حديث رقم (١٣٠) بالباب السابق. (٣) حديث رقم (١٨) من هذا الكتاب. (٤) و (٥) ك صفة النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقم (٣٣).