وقوله: " فجاء جبريل بإناءٍ من خمرٍ وإناءٍ من لبن، فاخترت اللبن، فقال:[اخترت](١) الفطرة ". أصل الفطرة فى كلام العرب: الخلقة ومنه: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}(٢): أى خالقها، وقيل: الفطرة: الابتداء، وقوله:{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}(٣): أى أقم وجهك للدين الذى فطر الناس عليه، قيل: الجبلةُ التى جبلهم عليها من النّهى، لمعرفة الله، والإقرار به، وقيل: ما أخذ عليهم فى ظهر آدم - عليه السلام - من الاعتراف بربوبيَّته، وقيل: معناها: الاستقامة؛ لأن الحنيف عند بعضهم المستقيم، [وسمى](٤) الأحنف على القلب، كما سمى اللديغ [سليماً](٥)، والحنيفية المستقيمة عن الميل لأديان [أهل](٦) الشرك، كما قال الله تعالى:{قُلْ إِنِّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صَرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(٧)، وكما قال:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا}(٨).
(١) ساقطة من ق. (٢) الشورى: ١١. (٣) الروم: ٣٠. (٤) فى ت: ويسمى، وساقطة من ق. (٥) و (٦) ساقطة من الأصل. (٧) الأنعام: ١٦١. (٨) الروم: ٣٠.