الدال والباء بواحدة ساكنة، ومعناهما متقارب. قال الأزهرى: الدائرة: الدولة تدور على الأعداء، وبه فسر قوله تعالى:{أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}(١). وقال ابن عرفة: أى حادثة من حوادث الدهر. وقال الهروى (٢): الدبرة: النصر والظفر، يقال: لمن الدبرة؟ أى الدولة، وعلى من الدبرة؟ أى الهزيمة.
وقوله:" حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم ": كذا روايتنا فيه عن جماعة الرواة، ووقع لبعضهم " بجثمانهم "، وكذا فى كتاب القاضى التميمى عن ابن الحذاء. ويروى " فما يلحقهم ". ومعنى " جثمانهم ": أى شخوصهم. وجثمان كل شىء: شخصه. والجنبات: النواحى، وكان رواية " يخلفهم " أقرب للمعنى وإن صحت الأخرى فى معناها.
وقوله:" إذا سمعوا بناس هو (٣) أكثر من ذلك ": كذا عند العذرى " ناس " بالنون، و" أكثر " بالثاء المثلثة، وعند غيره " ببأس هو أكبر " بباء بواحدة فيهما. قال بعض مشايخنا: هو الصواب، وتصححه رواية أبى داود:" سمعوا بامر أكبر من ذلك "(٤).
(١) المائدة: ٥٢. (٢) لم أعثر عليها فى مادة " دبر " فى هذا الحديث. (٣) فى ح: هم. (٤) لم نجده فى سنن أبى داود.