بأسرَعتُ، ولا يصح معناه، وكيف يصبح [تعبيره](١) بأسرعت، وهو قد قال فى الحديث: " حتى هويتُ إلى الأرض " (٢)، أى سقطت من الفزع، فكيف يجتمع السقوط والإسراع. قال بعضهم: صوابهُ: أهويتُ.
قال القاضى: وقد جاء كذا فى موضع فى البخارى (٣) وهو أشهرُ وأصح، وقال غيره: هوى من قريب وأهوى من بعيد. وقال الخليل: هَوِى يَهوى هَوِياً وهُوياً، قال الهروى: وقد يكون الصعود والهبوط يقال فيه: هَويّا بالفتح إذا هبط وبالضمَّ إذا صَعِدَ، وكذا قال الخطابى وغيره (٤). وقال [لنا](٥) شيخنا أبو الحسين بالعكس. قال غيره: هوَت العُقابُ إذا انقضت على صيدٍ، فإذا راوَعته قيل: أهوت. وقيل فى قوله:{وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى}(٦): أى أهوى بها جبريل إلى الأرض، أى ألقى بها فيها بعد أن رفعها إلى السماء، وقيل فى قوله:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}(٧): أى سقط. وقال أبو الهيثم: هويت أهوى إذا سقطت، وقال غيره: أهويت يدي إلى السيف وغيره أى أملت، ويقال: هوَيتُ فيه أيضاً.
وقوله: " فأخذتنى رجفةٌ "، وعند السمرقندى: وجفةٌ، بالواو، ومعناهما متقارب، [و](١١) هو كله من كثرة الاضطراب، قال الله تعالى:{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَة}(١٢) وقال: {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ}(١٣).
(١) من ق. (٢) و (٣) البخارى، ك بدء الخلق، ب إذا قال أحدكم: آمين. (٤) قاله الخطابى فى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أتانى جبريل بدابة فوق الحمار ودون البغل، فحملنى عليه، ثم انطلق يهوى بى كلما صَعِدَ عقَبَةً استوت رجلاه مع يديه، وإذا هبط استوت يداه مع رجليه ". قال: قوله " يهوى بنا " معناه: يسير بنا، وقد يكون ذلك فى الصعود والهبوط معاً، وإنما يختلف فى المصدر، فيقال: هوى يهوى هَوِياً إذا هبط، وهُوياً بالضم إذا صعد. غريب الحديث ١/ ٤١٧. (٥) من ت. (٦) النجم: ٥٣. (٧) النجم: ١. (٨) المدثر: ٥. (٩) ولفظ: البخارى فى التفسير: قال أبو سلمة: والرجز الأوثان. (١٠) وهو قول إبراهيم الضحاك. انظر: تفسير القرآن العظيم ٨/ ٢٨٩. (١١) ساقطة من الأصل. (١٢) النازعات: ٨. (١٣) المزمل: ١٤.