قوله فيه: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم، إذا كثر الخَبَثُ " ويروى: " الخُبُثُ "، قال الإمام: إذا كثر الفسوق والفجور.
قال القاضى: العرب تسمى الزنا خبثاً وخبثة ومنه فى المخرج (١): أنه وجد مع أَمةٍ يخبث بها، أى يزنى بها، وهو أحد التأويلين فى قوله تعالى:{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} الآية (٢)، وقيل: " إذا كثر الخبث ": أى أولاد الزنا. وقيل: إذا كثر الزنا. وقد جاء فى حديث آخر مفسراً: " ويكثر الزنا " (٣).
وقوله فى تفسير قوله: " فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه " وعقد سفيان عشرة، وفى حديث يونس: " وحلق بأصبعه الإبهام والتى يليها "، وفى حديث أبى هريرة: " وعقد وهيب بيده تسعين ". فأما حديث سفيان ويونس عن ابن شهاب فمتقاربا المعنى والتفسير. وأما عند وهيب فى حديث أبى هريرة: " تسعين " فلعله حديث آخر متقدم على حديث زينب، إذ التسعون أضيق من العشرة، فيكون بين الحديثين مقدار ما زاد
(١) هو ناقص الخلق. انظر: سنن ابن ماجة، ك الحدود، ب الكبير والمريض يجب عليه الحد برقم (٢٥٧٤)، أحمد ٥/ ٢٢٢. (٢) النور: ٢٦. (٣) سبق فى ك العلم، ب رفع العلم وظهور الجهل بلفظ: " ويظهر أو يفشو " برقم (٨، ٩).