الكلام على معناه فى كتاب الطهارة، لكن هنا هذه الآية للزيادة. وفيها حجة على صحة تأويل من ذهب إلى أن الحديث فيمن ارتد بعد النبى - عليه السلام - ممن رآه لتلاوته هذه الآية، ولقوله: " لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم ".
وقوله: " يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير. وتحشر بقيتهم النار، تبيت معهم حيث باتوا " الحديث: هذا الحشر هو فى الدنيا قبيل قيام الساعة، وهو آخر أشراطها كما ذكره مسلم بعد هذا فى آيات الساعة، قال فيه: " وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس " (٢)، وفى رواية: " تطرد الناس إلى محشرهم " وفى حديث آخر: " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز " (٣)، ويدل أنها قبل القيامة.
قوله: " فتقيل معهم حيث قالوا، وتمسى معهم حيث أمسوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا " على ما ورد فى اختلاف رواية الحديث، وفى بعض الروايات فى غير مسلم: " فإذا سمعتم بها فاخرجوا إلى الشام " (٤) كما أمر بسبقها إليه قبل إزعاجها لهم. وقد قال الأزهرى فى قوله:{لأَوَّلِ الْحَشْرِ}(٥): أنه الحشر الأول إلى الشام، إجلاء بنى النضير عن بلادهم إليها، والثانى: للقيامة.
وقوله: " ثلاث طرائق ": أى ثلاث فرق. قال الله تعالى:{كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}(٦) أى فرقًا مختلفة الأهواء.
(١) المائدة: ١١٧، ١١٨. (٢) سيأتى فى ك الفتن، برقم (٤٠). (٣) سيأتى فى ك الفتن، برقم (٤٢). (٤) أحمد فى مسنده ٢/ ٩٩، ١١٩ من حديث ابن عمر. (٥) الحشر: ٢. (٦) الجن: ١١.